ميخال براور | طريق كيبوتس غالويوت


نقطة انطلاق العمل هي ثلاث أشجار جميز تُنمو على جزيرة مرورية في أحد الطرق المزدحمة في تُل أبيب. من هناك، تُنطلق الفنانة في بحث تُاريخي ومكاني تُصويري وأدائي يحاول تُتبع تُحولات الأشجار الثلاث، المرتُبطة بالتغيرات السياسية التي طرأت على المنطقة منذ بداية القرن العشرين.
أي مناظر رأت الأشجار الثلاث؟ كيف تُغيرت المساحة المحيطة بها على مر السنين؟ أي دور مكاني تُلعبه اليوم؟
يتكون العمل من عدة عناصر. العنصر المركزي والأكبر بينها هو نتيجة لفعل أدائي للفنانة، التي سارت على الجزيرة المرورية، وصورت مقطًعا تُلو الآخر منها، ثم جمعت الصور بحيث تُشكل صورة كولاجية بطول 13 متًرا، ملصقة على أرضية المتحف. ثلاثة ثقوب بيضاء على طول الجزيرة تُرمز إلى جذوع الأشجار، التي لم تُستطع الفنانة تُصويرها في مسحها لسطحها. بقية عناصر العمل معروضة على الحائط، ومن بينها ثلاث صور جوية مؤرخة بأعوام 1944 و1956 و1968، وفي مركزها أشجار الجميز الثلاث؛ صورة ليد الفنانة تُمسك بصورة مصغرة لشجرة جميز؛ واستنساخ للوحة لرؤوفين روبين.
كما هو الحال في أعمالها السابقة، تُسعى براور إلى فك شفرة الطريقة التي نروي بها لأنفسنا التاريخ: من يكتبه، ومن يصوره، ومن يحتفظ به. من خلال الجمع بين صورها وصور الأرشيف، تُنظر إلى الفضاء بطرق جديدة، من خلال شهادات وآثار تُوجد غالًبا على هامش القصة الرئيسية. لا تُقترح أعمالها تُرك المشاهد خارج القصة، بل تُحويله إلى جزء لا يتجزأ من المعنى الذي ينتجه العمل.