ديفي برئيل | آلاف من حالات الغروب


في عمله، يدمج ديفي برئيل صوًرا لبيئات مألوفة مع إضافات كولاجية - عناصر مقصوصة أومضمنة أو مشّوهة داخل الصورة الحضرية - مع استخدام مواد شبكية وصور مناظر طبيعية عامة وتُوثيقات شخصية. تُستمر مجموعته الجديدة من الأعمال في تُناوله المستمر للفضاء الحضري والتوتُر بين المثال المعماري وتُحققه في الواقع اليومي.
تُركز أعماله في هذا المعرض على ميدان أتُاريم: موقع حضري طموح تُأسس في السبعينيات على الطراز الوحشي. صمم المهندسان المعماريان يعقوب ريختر وفيرنر يوسف فيتكوفير الميدان بهدف أن يصبح مركًزا تُرفيهًيا حضرًيا مقابل البحر، لكنه تُحول مع مرور السنين إلى رمز للإهمال والفشل، وموضوع للازدراء العام. فكرة لم تُتحقق. مؤخًرا تُمت الموافقة على خطة لهدمه لصالح بناء أبراج فاخرة.
«آلاف من حالات الغروب» هو منشأة فنية تُتكون من عملين من ورق الجدران معروضين مقابل بعضهما البعض، وعمل كولاج وعملي فيديو. يمتد عمل ورق الجدران الأول على جدار كامل تُقريًبا: في وسطه درج الميدان الأيقوني، خاٍل من الناس، «مغروس» داخل منظر طبيعي جبلي غريب. يتضمن عمل ورق الجدران الثاني مشتقات من عناصر الميدان: عمودان للإنارة ومقعد، يندمجان مباشرة في جدار المتحف. العمل الثالث هو كولاج ُيعرض فيه الفنان نفسه، مستلقًيا على أرضية الميدان ومغطى به: إما نائم، أو مدفون، أو يقدم نفسه قرباًنا على المذبح الحضري.
عمل الفيديو «آلاف من حالات الغروب»، الذي أعطى المنشأة الفنية أسمها، هو كولاج متحرك لغروب الشمس من ميدان أتُاريم وشاطئ جوردون الواقع أسفله. وهو يتضمن صوًرا من الأرشيف الشخصي للفنان ومن الإنترنت، تُندمج مع عناصر مختلفة من ميدان أتُاريم. في خلفية العمل تُسمع أغنية.
«غروب واحد» بصوت الفنان آدم (كلمات: ألونا كمحي. لحن: يزهار أشدوت). في عمل الفيديو «فطر» (المعروض في الطابق الثاني من المتحف) تُ ُوثق يد برئيل في نقاط مختلفة من ميدان أتُاريم، وهي تُحمل صورة مقصوصة لـفطر - جزء من العنصر المعماري المميز للميدان، والذي ُأزيل بالفعل. يزرع برئيل من جديد الفطر في المشهد، وهو فعل ُيستقبل بلامبالاة (عادًة) من قبل المارة.
بالنسبة لبرئيل، ميدان أتُاريم هو مكان عزيز - فضاء طفولة ومراهقة، وذاكرة خاصة وعامة، وخيال لم يتحقق. حداده على المكان هو فعل حي: محاولة لتفعيل الموقع من جديد كفضاء فوق زمني للمحو والإضافة والتشويه. في أعماله هذه، يقدم لفتة مريرة حلوة ومشحونة عاطفًيا لفضاء عام فاشل، تُحول إلى رمز حضري مكبوت - «ركوايام لميدان أتُاريم».